Om طواحين الوباء
خرج من المنزل وهو يجر ذيول الهزيمة، وقد تراكمت أحزان الدنيا في قلبه المكلوم، فبالأمس كان يبحث عن طريقة يمهد بها الطريق إلى قلب وصال، أما اليوم فقد أصبحت من الماضي، ولم يعد هناك أمل بوصالها، فقد تدخل القدر وحرمه منها. راح يسير في الشوارع على غير هدى، يبكي تارة، ويحبس دموعه تارة أخرى، لكنها لا تلبث أن تدمّر الحاجز الهش الذي بناه حولها، لتفيض أنهاراً من الألم والبؤس. لم يكن راغباً بالتوجه إلى المستشفى، خاصة وأن سمير لا يزال راقداً هناك، لا يدري ما بحل بزوجته الفاتنة، كما أن العودة إلى المنزل كانت فكرة سيئة للغاية، فكيف يمكن أن يخفي أحزانه عن زوجته. سار لأكثر من ساعتين، حتى انهار من التعب، لكنه وجد ساقيه تقودانه إلى منزل صديقه مازن، علّه يجد عنده بعض المواساة أو على الاقل يؤمن له ملاذاً يؤويه في محنته التي كان مضطراً أن يخفيها عن الجميع.
Vis mer