Om كَهْفُ المِلْح
خريفُ تشرين، مونديال قطر 2022، الساعة قبل الأخيرة بفصل الآلام، السماء تمطر بهجةً على الرؤوس. القدس تئن وقد صرنا عبيد بني صهيون. يصرخ أحمد محذّرا، قومه يقسمون تالله! إنَّك لمجنون! حين قال سلامٌ من الله على العالمين! يقولون إن يعِد فإنما يعِد المهمشين الفقراء، والمقهورين البؤساء. المسيح يدعو للسلام، ثم اسمه تُسفك به الدماء، وبرسالته يُفعّلون الأهواء. موسى يبكي عند طور سنين، يرتجي خلاص أهله، ثم إذ بهم يتبنون العداء؟ ضميرُ البشر أوشك على النفاذ، أن كان الأمل بعدل السماء قد صار فتاتا كالغثاء؟ وسرابا بليلٍ أعمشٍ، لا قمر به بازغًا ولا نقاء، فكيف نعيش إذن في تلك الغابة الضالة بأطراف المجرَّة اللعينة الرعناء؟ الحياة سادةٌ وعبيد، السَّادة أنذال، لا يتورعون في سحق العبيد، عبيد الرأسمالية الجديدة، وسادة المال والأعمال، إنهم ينخدعون بالبقاء، ويبغون الثراء، ويتحايلون على حقيقة الفناء. لا يتورعون عن الزّور، والزّيف، والزّخرفة، والافتراء. الأرض دِغالٌ يحكمها الأقوياء؟ وسادتها وحدهم من يملكون مفاتيح الجنان الجالسة في بنوك السماء؟ لا أعرف كيف يكون تقييم الشرف؟ إن كان اللِّص من النبلاء، إن كانت العاهرة من الفضلاء، أنسيتم أنكم حين تقلبون الحق باطلًا، والباطل حقًّا، تنشدون البِغاء؟
Vis mer