تجديد التربية الدينية

يكتسى الاهتمام بالدين، اليوم، أهمية لدى الباحثين والمتتبعين،وأصبح التفكير من جديد في الدين مشروعا، و ضرورة ملحة، لأن البعد الديني عموما، وفي صورته المتطرفة خصوصا، امتد إلى الممارسة السياسية وتداخل معها، وتسرب إلى الإعلام السمعي البصري والإلكتروني، وأخذ لنفسه مكانا في أشغال هيئات تحسب على المجتمع المدني، ودخل المدارس والبيوت ليصبح عنصرا موجها للتعليم و التنشئة الاجتماعيــة، وفي اتجاه غير سليم غالبا. إن الاشتغال على التربية الدينية، في أفق تجديدها والارتقاء بمناهجها، ليس اشتغالا على النص الديني الثابت المكتمل. فالنص الديني، القرآن والسنة بالنسبة للإسلام مثلا، نص معطى في مصحف، وفي السيرة النبوية...إن الأمر هنا لا يتعلق بهذا النص الديـنـي، بـل يتعلق بالاشتغـال التربوي البيداغوجي عليـه، وبالأجرأة الديداكتيكية ذات الصلة بتعليم مضامينه، وبأسلوب تنشئة المتعلمين على تعاليمه وقيمه الأخلاقية. إن هذا التجديد المنشود ينظر نقديا في رؤية سائدة لتعليم الدين، من حيث أهدافها ومحتوياتها وطرائقها، مما يجعله تجديدا هادفا إلى النظر في صورة من صور فهم الدين، نظريا وعمليا. إن كل فهم للدين، و كل تعامل معه ينبغي طرحه للحوار، وللتفكير، وللسؤال، وللنقد، وبالتالي للتجديد... وهذا حال التربية الدينية، أوالتربية الإسلامية كما تسمى في مناهجنا التعليمية؛ فهي نمط من التعامل مع الدين، وهي فهم له.